معوض افتتح وريتشارد مشروع “تحسين الكهرباء في عرسال”: نهدف إلى التعويض إنمائيا

Posted & filed under أهم الأخبار.

أكّدت السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد أنّ “حكومة بلادها ملتزمة دعم جهود أهالي عرسال لإعادة الحياة الى البلدة وتطويرها”، معلنة عن دعم إضافي ستقدمه “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” لعرسال من أجل تنفيذ حوالي سبعة مشاريع إنمائية محلية جديدة”.

من جهته أكّد المدير التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوّض” النائب ميشال معوّض أن “عرسال دفعت ثمن الحرمان وتقصير وغياب الدولة والانماء، لذا نطالب بان تعود الدولة ليس فقط امنيا اليها بل انمائيا، لاننا لا نقبل ان تكون حقوق هذه المنطقة مهدورة”.

واشار الى ان “هذا المشروع الذي نفتتحه سوية اليوم هو مشروع حيوي حيث ان الكهرباء ستصل الى المنازل والمحال والمؤسسات التجارية بعد سنوات طويلة من الحرمان وبعد ان عجزت “مؤسسة كهرباء لبنان” من تركيب محطات جديدة في البلدة او تجهيز المحطات القديمة فيها وذلك بسبب الاوضاع الامنية السيئة”.

كلام ريتشارد ومعوض جاء خلال حفل إنجاز مشروع “تحسين الكهرباء في بلدية عرسال” الذي يأتي ضمن إطار برنامج “بلدي” المموّل من “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” – USAID، والمنفّذ من قبل “مؤسّسة رينه معوّض”، بحضور كل من مديرة بعثة “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” الدكتورة آن باترسون، رئيس بلدية عرسال السيد باسل الحجيري، أعضاء المجلس البلدي في عرسال ومخاتير، وممثلين عن المجتمع العرسالي.

ريتشارد

بداية ألقت ريتشارد كلمة رحّبت فيها بالحضور، وقالت: “يسعدني أن أنضم إليكم اليوم للاحتفال بتسليم خمس محطات جديدة لنقل الكهرباء إلى عرسال. أنا واثقة من أننا نحتفل ببداية عهد جديد لعرسال وأهلها. لبعض الوقت، واجه سكان عرسال العديد من التحديات كتدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين، وغزو الإرهابيين من سوريا، والظروف الاقتصادية الصعبة. لكن على الرغم من كل شيء، فقد ثابرتم.

واضافت: “عرسال مختلفة اليوم عما كانت عليه قبل عام واحد فقط. لقد طرد جيشكم الإرهابيين من أراضيكم. وقد بدأتم في استعادة هذه الأراضي، ونحن نساعدكم هناك ايضا. أود أن أشير إلى شيء لم نتحدث عنه كثيرًا ولكن أود ان اعلمكم بأن الولايات المتحدة قدمت لتوها مليون دولار لجهود إزالة الألغام حيث سيُعمل على مسح وتحديد المناطق في عرسال وحولها التي توجد فيها ألغام ومتفجرات أخرى من اجل ازالتها وهكذا تستطيعون العودة الى اراضيكم. وسيساعد هذا على استعادة عرسال حيث تستطيع العائلات فيها العمل على حصاد بساتينها ، ورعاية مواشيها، وانتاج سجادً جميل يدويّ الصنع ، وتوقع بشغف بداية كل عام دراسي”.

واردفت: “إنني على ثقة بأنكم جميعا- أبناء عرسال – من خلال عملكم يداً بيد مع أصدقائكم في بقية أنحاء الوطن والمجتمع الدولي ، انتم الآن على طريق النجاح. نحن سعداء جدا لوجودنا هنا للمساعدة ، بما في ذلك تحسين جودة الخدمات المحلية الرئيسية، مثل الكهرباء والخدمات الصحية والتعليم. إن عمل حكومة الولايات المتحدة بهدف زيادة جودة خدمات المرافق وتوصيلها، هي جزء مهمً جدا من دعمنا للبنان. وأعتقد أنها تكمل ما نقوم به في مجالات أخرى، في التعليم، وفي النمو الاقتصادي، وفي الأمن القومي. لدينا التزام طويل الأمد بلبنان للعمل مع المجتمعات المحلية ، حيث يبدأ الازدهار الاقتصادي”.

ريتشارد تحدثت عن مشروع تحسين الكهرباء في عرسال والذي يأتي في إطار مشروع “بلدي”، قائلة: “نشهد الانتهاء من مشروع إمدادات الكهرباء الحيوي بنجاح وافتتاح خمس محطات تحويل ستوفر الكهرباء إلى 26000 شخص. هذا المشروع الهام لإعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء، والذي يتم تنفيذه من قبل مؤسسة رينيه معوض، بالتعاون الوثيق مع بلدية عرسال وكهرباء لبنان، هو شهادة على ما يمكننا القيام به على المستوى المحلي. مع الكثير من التعاون بين البلديات، والمسؤولين اللبنانيين والمنظمات غير الحكومية الملتزمة، وأصدقاء لبنان في المجتمع الدولي نستطيع انجاز الكثير”.

هذا واعلنت ريتشارد أن الحكومة الأميركية تخطّط لتقديم المزيد من المساعدات لأهالي عرسال من خلال مشروع “بلدي”، حيث ستقوم بتوفير التمويل لما يصل إلى سبعة مشاريع تطوير جديدة في عرسال. وقالت: “بدأنا بالفعل العمل مع ممثلي بلدية عرسال وممثلي المجتمع لتحديد أولوياتكم. يمكن أن تتضمن المشاريع الجديدة محولات إضافية لتحقيق الاستقرار وتوزيع الكهرباء بشكل أفضل. وتحسين سلسلة القيم الزراعية لصالح مزارعي الكرز المحليين؛ أو تحسين خدمات الرعاية الصحية في عرسال”.

في الختام شكرت السفيرة ريتشارد “مؤسسة رينيه معوض” على العمل الذي تقوم به في إطار مشروع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “بلدي”، وقالت: “نحن نعمل معاً ليس هنا فحسب، بل لتحسين حياة أكثر من 300،000 شخص في حوالي 140 بلدية أخرى في جميع أنحاء لبنان. أعلم أن هناك الكثير للقيام به. لكن لديكم أعضاء في البرلمان منتخبون حديثًا. ولديكم منظمات غير حكومية لديها الكثير من الخبرة. ولديكم دعم الولايات المتحدة والدول الصديقة الأخرى. ولكن الأهم من ذلك كله هو أنه لديكم الإرادة للحفاظ على مدينتكم وتحسينها. هذا هو المفتاح الحقيقي للنجاح”.

معوّض

من جهته قال معوض: “دفعت عرسال أثمانا كبيرة فهي أوّلا دفعت ثمن الوصاية لكنها كانت أول من كسر حاجز الخوف في مرحلة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ففي الوقت الذي كانت هناك مطالبات لتطبيق “اتفاق الطائف” واعادة نشر القوى العسكرية السورية والمخابرات السورية في البقاع، نزل اهلها الى “ساحة الحرية” رافعين شعارات تنادي بالانسحاب الكامل للجيش السوري وكتبوا عليها “البقاع ليس مزبلة لبنان”، كما دفعت عرسال ثمن الارهاب والاعلام الذي صوّر واقعها بطريقة خاطئة، بالاضافة الى ثمن النزوح السوري حيث حملت بمرحلة من المراحل اكثر من 10% من حجم النزوح السوري في كل لبنان”.

واضاف: “عرسال دفعت ثمن الحرمان وتقصير وغياب الدولة والانماء، لذا نطالب بان تعود الدولة ليس فقط امنيا اليها بل انمائيا، لاننا لا نقبل ان تكون حقوق هذه المنطقة مهدورة”.

واكد ان “هذا المشروع الذي نفتتحه سوية اليوم هو مشروع حيوي حيث ان الكهرباء ستصل الى المنازل والمحال والمؤسسات التجارية بعد سنوات طويلة من الحرمان وبعد ان عجزت “مؤسسة كهرباء لبنان” من تركيب محطات جديدة في البلدة او تجهيز المحطات القديمة فيها وذلك بسبب الاوضاع الامنية السيئة”.

واذ لفت الى ان حوالي 16 الف شخص يستفيدون بشكل مباشر من المشروع ان كان في المنازل والمحال التجارية وبعض المخيمات في البلدة، اكد معوض ان هذا المشروع يؤكد مرة اخرى على نجاح نموذج الشراكة الثلاثية بين المؤسسات الدولية المانحة والمؤسسات غير الحكومة اللبنانية والسلطات المحلية والبلديات التي هي اكثر من يعرف حاجات مناطقها وشعبها واهلها، وقال: “هذه الشراكة الثلاثية لا تكتمل من دون الاعلام اللبناني، الذي يلعب دورا مهما في توعية الشعب اللبناني على اهمية هذا النهج الذي يؤدي الى الانماء”.

واضاف: “هذا النموذج اي نموذج الشراكة الثلاثية الذي ارساه مشروع “بلدي” منذ عام 2011 والذي نُفّذ ويُنفّذ من خلاله 140 مشروع من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن البحر الى اقصى البقاع استفاد ويستفيد منهم حوالي 300 الف لبناني، لم ينجح فقط بعرسال بل نجح في كل لبنان، وتبّنته الكثير من المؤسسات الدولية وهذا فخر لنا كـ”مؤسسة رينه معوض” ونجاح كبير لـ”الوكالة الاميركية للتنمية الدولية”.

ولفت معوض الى ان هذا المشروع مهم ايضا لانه يؤكد على الدور المحوري للسلطات المحلية وللبلديات بالانماء، وقال: “لا يمكن ان نبني انتماء حقيقيا للبنان من دون ان يكون لهذا الانتماء حقوق، ويجب ان تصل هذه الحقوق الى عرسال كما الى عكار والنبطية وبيروت وجبل لبنان.  واضاف: “الانتماء الوطني يجب ان يكون مبنيا على المساواة بالحقوق التي اساسها الاعتماد على البلديات واللامركزية، ومن هنا علينا ان نعترف ان نموذج الدولة المركزية فشل بايصال الانماء الى المناطق، كما فشل في ايصال الانماء حتى الى العواصم في ملفات حياتية كملف النفايات والكهرباء وغيرها من الملفات”.

معوض جدد الدعوة الى اعتماد اللامركزية والاستثمار في السلطات  المحلية والبلديات، وقال: “ليس صحيحا ان البلديات عاجزة فهي قادرة وعلينا الاستثمار في تدريبها، وهذا الامر اقل كلفة واكثر فعالية على صعيد الانماء”.

كما اكد معوض ان هذا المشروع اثبت مرة اخرى رسالة “مؤسسة رينه معوض” التي نجحت في كسر جميع الحواجز السياسية والمناطقية والطائفية لكي يبقى اللبناني في ارضه، وقال: “هذا المشروع  واحد من عدة مشاريع تقوم بتنفيذها مؤسسة رينه معوض على كافة الاراضي اللبنانية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال  وفي جبل لبنان والبقاع، على صعيد التربية والتنمية الريفية والزراعة والتنمية الاقتصادية والخدمات الاجتماعية والطبية والعمل مع  السلطات المحلية والبلديات”.

هذا وشكر معوض الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وعبرها الشعب الاميركي االصديق والسفيرة الاميركية وكل فريق مشروع “بلدي” وبلدية عرسال واعضائها واللجنة التي شكلت خصيصا من اجل هذا المشروع، وقال: “مشروع “بلدي” لم يؤد فقط الى نجاح نموذج الشراكة الثلاثية بل كان بالنسبة لنا كمؤسسة نموذجا مهما لننمي قدراتنا ونبني خبراتنا في العمل مع المؤسسات والسلطات المحلية”.

الحجيري

وكانت كلمة ترحيبية لرئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، اكد فيها ان عرسال عادت الى الحياة من جديد وناضل اهلها من اجل حريتها، فهي عادت من الاسر الى الحرية وخرجت من قبضة الارهاب الى احضان الوطن، فنحن اليوم موجودون في عرسال في بلدة وطنية بامتياز تتغنى بعلمها ونشيدها الوطني.

وقال: “قامت عرسال بدور كبير على الصعيد الانساني حيث استقبلت عددا كبيرا من النازحين كما دفعت ثمنا كبيرا وظلمت على كافة الاصعدة وحوصرت وتدمر اقتصادها ومنع اهلها من اراضيهم ومعامل الصخر، كما ظلمت على الصعيد الاعلامي فاتهموها بأنها بيئة حاضنة للارهاب في الوقت الذي كان الارهاب يمارس على اهاليها، وتدهورت علاقتها مع الدولة والمجتمع وعشنا عزلة وشعرنا بالضيق والاسى”.

واضاف: “اليوم نعود الى الحياة من جديد بفضل هذا المشروع ونجد الايادي البيضاء تمتد الى عرسال وانتم السباقون في المساعدات،  لذا نشكر السفارة الاميركية ومؤسسة رينه معوض والوكالة الاميركية للتنمية الدولية والشعب الاميركي الذي يمد العون والخير للشعوب الاخرى”.

يذكر ان سكان عرسال عانوا لأكثر من ست سنوات من تغطية ضعيفة ونقص حاد في الشبكة الكهربائية. اليوم، تخدم هذه المحطات الكهربائية الجديدة 16,000 لبناني وأكثر من 10,000 لاجئ سوري، 2,300 منزل و480 محل تجاري و4 مدارس.

وقدّمت الوكالة دعمًا بقيمة 100,000 دولار أميركي، أُنشئ من خلاله خمس محطات جديدة قدرة كل منها KVA 250، لتحويل ونقل الكهرباء لــِ 40 شارع في عرسال. وتمّ تنفيذ هذا المشروع بالتعاون الوثيق مع بلدية عرسال التي ساهمت بمبلغ 20،000 دولار أميركي لتنفيذ أعمال الحفر والخرسانة وغيرها، بالإضافة الى إقامة جلسات لتوعية المجتمع المحلي على مبادئ توفير الطاقة.

وتقوم “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” منذ عام 2012، بتنفيذ 87 مشروعا إنمائيا مع أكثر من 140 بلدية في 22 قضاء. وتشمل هذه المشاريع توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، الريّ، تحسين المدارس العامة والعيادات الصحية، تعزيز الدخل والتضامن الاجتماعي من خلال مراكز إجتماعية وإقتصادية.

 

Leave a Reply