معوّض: نعمل لكرامة الإنسان في لبنان

Posted & filed under أهم الأخبار, العمل المؤسساتي.

جدّد المدير التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوّض” ميشال معوّض التأكيد ان همّ مؤسسة رينه معوّض الأول هو الإنسان وكرامته بغض النظر عن طائفته ومنطقته وانتماءاته وقناعاته. والمؤسسة التي تصرّ على أن تترك بصمتها لدى كل اللبنانيين وفي كل منطقة من لبنان، لا تقف مكتوفة الأيدي أمام التحديات والصعوبات، بل هي تعمل لتحويل شهادة مؤسسها ودم رينه معوّض الى ارادة صلبة ولعمل فعلي يزهر في كل عمل من أعمالها التي تعنى بالانسان في لبنان.

معوض الذي عدّد بعض النماذج التي قامت بها المؤسسة على صعيد الانماء والمساعدات الانسانية والتربوية والاجتماعية والزراعية وغيرها، شدد على ان عمل المؤسسة ازهر في قرى وبلدات لبنانية عدة، من دون تمييز طائفي أو مناطقي أو حزبي. وهي مستمرة بتنفيذ مشاريع إنمائية تعود للمنفعة العامة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع المؤسسات الدولية المانحة “كي يبقى اللبناني في أرضه”.

كلام معوض جاء خلال حفل العشاء السنوي لمؤسسة رينه معوض الذي أقامته مساء الجمعة 2 آذار في The Legend – نهر الكلب، برعاية مصرف “سوسيتيه جنزال” في لبنان، دار الهندسة وشركات SJ Abed، بحضور حشد كبير من الشخصيات الدبلوماسية، ممثلين عن المنظمات الدولية، رجال وسيدات أعمال، وعدد كبير من الوجوه الصحافية والإعلامية والاجتماعية.

وتم خلال العشاء تكريم كل من رئيس مجلس إدارة “دار الهندسة” السيد طلال الشاعر والاعلامية بولا يعقوبيان، حيث سلّم معوض و رئيس مجلس إدارة مصرف SGBL انطون الصحناوي ممثلا بالاستاذ ميشال مالك جائزة “إنجاز العمر” Lifetime Achievement Award  للشاعر، الذي قال: “نثمّن عاليًا دور مؤسسة رينه معوّض في العمل على ضمان كرامة وحقوق المجتمع اللبناني، ونحن بحاجة لبناء مؤسسات تحمل أفكار الرئيس الشهيد رينه معوّض وإبعادها عن كلّ تعصّب مناطقي وطائفي. إن هذه المبادرة الكريمة تزيدنا عزمًا على التمسّك بمبادئ مؤسستكم”.

اما يعقوبيان التي تسلمت جائزة تقدير عن حملة “دفى” من قبل السيدة ماريال ميشال معوّض والسيدة جوليانا العبد، فقالت بدورها: “خلال ٢٧ عامًا حولتم اغتيال الرئيس رينه معوض إلى عمل خيري وإنساني. لم تلجأوا الى لغة المليشيات أو أفعالها. خرج ميشال معوض من منطقته ليمد يده الى كل لبنان واتمنى ان يكون كثر مثله. لكي “يبقى اللبناني بأرضو”، نحن بحاجة لمؤسسات ولرعاية وانما بحاجة ايضا لفكر سياسي وهنا لا بد لي من أن أحيّي السيدة نائلة معوض التي فتحت الطريق أمام عدد كبير من النساء لكي يخوضوا المعترك السياسي”.

وتخلّل الحفل الذي قدّمه الإعلامي وسام بريدي عرض لشريط مصوّر لمشاريع مؤسسة رينه معوّض، وأحيا الحفل الفنان ملحم زين والفنانة ريتا بو صالح.

وفي ما يلي كلمة معوض كاملة:

“حملت مؤسسة رينه معوض اسمها عن جدارة، الرئيس رينه معوض استشهد وقدم دما ليبقى لبنان، منذ 27 عاما ومؤسسة رينه معوض تبذل كافة طاقاتها ليبقى لبنان، وليبقى اللبناني في أرضه”.

استطيع القول بكل اعتزاز ان مؤسسة رينه معوض تمكنت من تحويل الشهادة المؤلمة الى ارادة صلبة ولعمل فعلي تجسيدا للقيم التي تأسست من أجلها، ولكي تجعل دم رينه معوّض يزهر في كل عمل من أعمالها التي تعنى بالانسان في لبنان.

عمل مؤسسة رينه معوّض أزهر اليوم بعماد في التبانة، فعماد اليتيم الذي كان يعمل “عتالا” في سوق الخضار منذ سن التاسعة مقابل ألف ليرة لبنانية في اليوم خلافا للحقوق البديهية للطفل وخلافا لشرعة حقوق الطفل التي أقرتها الامم المتحدة، خضع لدورة مزين للشعر في مؤسسة رينه معوض وهو يعمل اليوم في صالون لتزيين الشعر في التبانة ودخله يصل الى نحو 50 ألف ليرة في الاسبوع.

عمل مؤسسة رينه معوّض أزهر مع أم شربل البالغة 82 عاما، والتي تسكن في جرود احدى القرى، من دون أحد يعيلها، ولا إمكانية لها للاعتناء بذاتها، ولا قدرة لديها لتحمل نفقات الطبابة والادوية في غياب اي مستوصف في ضيعتها، هي اليوم تستفيد من المستوصف الجوال الذي تؤمنه مؤسسة رينه معوض والذي يغطي 82 ضيعة، يمر عليها بشكل اسبوعي ويؤمن لها الفحوصات والأدوية التي تحتاجها.

وازهر عمل المؤسسة مع عصام، وهو مزارع تفاح لبناني يعتمد على ارضه كمصدر رزق له، لكنه كغيره من المزارعين الآخرين لا قدرة لديه لتصريف منتوجه الزراعي، فساعدته مؤسسة رينه معوض من خلال تعليمه تقنيات جديدة ليتمكن من زراعة انواع جديدة من التفاح وبكلفة أقل تتطابق والمواصفات المطلوبة في الأسواق الجديدة. وهذا العام قامت المؤسسة ببيع محصوله من التفاح بالأسواق الروسية.

عمل مؤسسة رينه معوض ازهر مع سحر، التي كانت تساعد شقيقها في بيع العسل للجيران. فأمّنت لها المؤسسة معدات جديدة ودرّبتها على كيفية إدارة شركة وكيفية تسويق منتجاتها، واصبحت سحر اليوم على رأس شركة ناجحة تبيع العسل الملكي المقوّي للمناعة ضد مرض السرطان للمستشفيات في لبنان ومكنتها مؤسسة رينه معوض من المشاركة في معارض خارجية وتصدير منتوجاتها.

كما ازهر عمل مؤسسة رينه معوض في مجتمعات كاملة، فأنجزت المؤسسة في عبرا ساحة فرح وتلاق ومركزا اجتماعيا لكل ابناء الضيعة من دون استثناء. وهي واحدة من أكثر من 150 ضيعة على مساحة لبنان نفذت فيها مؤسسة رينه معوض مشاريع إنمائية للمنفعة العامة.

معوض اكد ان همّ مؤسسة رينه معوض الاول هو الانسان وكرامته بغض النظر عن طائفته ومنطقته وانتماءاته وقناعاته. وقال: “هذه النماذج التي قدمتها لكم ما هي الا قلة من آلاف القصص التي تكتبها مؤسسة رينه معوض وهي مصرّة على أن تترك بصمتها لدى كل اللبنانيين وفي كل منطقة من لبنان”.

وقال: “على رغم التحديات الكثيرة التي تواجهنا في لبنان، وامام الصعوبات الكثيرة، لم نقبل بأن نجلس مكتوفي الايدي ونتحسّر. بل آمنّا بلبنان وبالانسان اللبناني، واخترنا أن نكون الى جانبه بالفعل… لكي يبقى هذا اللبناني بأرضه”.

وتحدث معوض عن بدايات مؤسسة رينه معوض التي لم تنجح لأنها مؤسسة غنية أو لأنها تملك قدرات كبيرة، بل بدأت لوحدها بعمل تطوّعي، وكان لديها رؤية وقضية وتحمل مشروعا. واضاف: “واجهنا مشاكل عديدة لنكتسب خبرة وعملنا على تطوير مهاراتنا وأثبتنا بالوقائع وبالإنجازات حرفيتنا ومصداقيتنا وشفافيتنا التي تشهد لها المؤسسات العالمية كافة. هكذا وصلت مؤسسة رينه معوض لتضم اكثر من 200 موظف، ومكاتب في عكار، ومجدليا قضاء زغرتا، وطرابلس، وجونيه، والأشرفية، وزحلة، ولبعا قضاء جزين. وطالت عبر مشاريعها أكثر من 260 ألف مستفيد في الـ2017… “.

معوض اوضح انه كان من المستحيل ان تحقق المؤسسة كل هذه النجاحات لوحدها، فانطلاقاً من مصداقيتها وحرفيتها وخبرتها وشفافيتها، مدت المؤسسة يدها لشراكة استراتيجية مع المؤسسات الدولية المانحة، بدءا من مؤسسات الأمم المتحدة، للـUSAID، للاتحاد الأوروبي، لكثير من الدول والمؤسسات التي تخصص برامج دعم لمشاريع تنموية، وقال: “لولا دعم هذه الجهات والمؤسسات المانحة لما نجحنا. فنشكرهم من كل قلبنا لأنهم وضعوا ثقتهم فينا”.

وتوجه معوض للشركاء، بالقول: “منذ عامين الى اليوم، أسسنا لشراكة معكم، مع القطاع الخاص في لبنان لنتمكن من تنفيذ أكبر عدد من المشاريع التي تخدم الانسان في لبنان. ووجودكم بيننا اليوم، للمرة الثانية، يؤكد على متانة هذه الشراكة. واليوم استطيع القول إن هذه الشراكة تحقق أهدافها: ففي الـ2016 كنا وصلنا لحوالي 95 ألف مستفيد من مشاريع مؤسسة رينه معوض. وبفضل دعمكم وتشجيعكم، تمكنا من طلب تمويل أكبر من الجهات المانحة التي تزيد تمويلها للمشاريع كلما نزيد مساهماتنا. هكذا بفضلكم وصلت مؤسسة رينه معوض في الـ2017 لأكثر من 260 الف مستفيد بزيادة 270% عن السنة التي قبلها.

ورأى معوض ان هذا العشاء السنوي تحوّل لشراكة استراتيجية بين مؤسسة رينه معوض والقطاع الخاص اللبناني من جهة والمؤسسات الدولية المانحة من جهة ثانية، شراكة استراتيجية هدفها الوحيد: “يبقى اللبناني بأرضو”.

وختم قائلا: “باسم كل مستفيد من مشاريع مؤسسة رينه معوض لكم منا 261634 شكراً… على امل اللقاء في العام المقبل”.

 

Leave a Reply