معوض: البلد مشلول والسلطة غارقة في فسادها والإنماء في خبر كان

Posted & filed under أهم الأخبار.

 

 

أكّد الرئيس التنفيذي لمؤسسة رنيه معوض ميشال معوض أن “السلطة المركزية في لبنان، وعوض أن تولي اهتمامًا خاصًا ومضاعفا للمناطق الفقيرة وتقوم بمشاريع فيها للإنماء وخلق فرص عمل لتمكين الناس من الثبات في أرضهم، نرى أن هذه السلطة المركزية غارقة في فسادها، ومتلهية بصراعات النفوذ وتقاسم الجبنة وأنانيتها. تاركة البلد مشلول والنفايات على الطرقات والمؤسسات معطّلة والانماء في خبر كان.”

وأضاف: “أمام شلل مؤسساتنا وصراعات المسؤولين العقيمة يمكننا أن نجلس وننعي ونشكي… وحتى نخرّب. انما هذا لا يوصلنا الى حل. ونحن في مؤسسة رينه معوض خيارنا ألا نكتفي بالانتقاد، خيارنا أن “نشمّر” عن زنودنا ونعمل وننفّذ مشاريع في كل المناطق اللبنانية ومن دون استثناء. وفي شكل عابر للانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية. خيارنا أن نواجه الفساد والزبائنية والتعطيل والغرائز والعصبيات المدمرة بتقديم نموذج راقي من التعاون والانماء والشفافية في عملنا ومشاريعنا”.

كلام معوّض جاء في حفل تدشين مشروع “انشاء مختبر لفحص الدم في منطقة دير عمار” في مبنى بلدية دير عمار، المنية – الضنية، بدعوة من برنامج “بلدي” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “USAID” والمنفّذ من قبل مؤسسة رنيه معوض بالشراكة مع بلدية دير عمار، وجمعية شبان دير عمار للتنمية الاجتماعية – ابداعنا وجمعية كشاف لبنان الكستقبل فوج الوسام، وذلك بحضور النائبين قاسم عبد العزيز وكاظم الخير، النائب أحمد فتفت ممثلا بالمهندس جميل فتفت، قائممقام المنية – الضنية رولا البايع، ممثلي الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، مؤسسة رنيه معوّض ممثلة بمديرها التنفيذي ميشال معوض، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وفعاليات سياسية وتنسيقية، فعاليات أمنية وتربوية وصحية وقانونية وإجتماعية.

بداية مع النشيد الوطني اللبناني فكلمة مقدمة الحفل راشيل ملاّح المديرة التقنية في برنامج “بلدي”. ثم كلمة رئيس بلدية دير عمار الحاج خالد ابراهيم الدهيبي الذي قال:”نحن اليوم بصدد إطلاق خدمة صحية جديدة بتمويل من الوكالة الأميركية للتمنية الدولية وتنفيذ مؤسسة رنيه معوّض التي لم تبخل علينا يوماً بتنفيذ المشاريع الإنمائية كما عهدناها، وآخرها المختبر الطبي لفحص الدم الذي سيشكل ركيزة لرفع مستوى الوقاية الصحية، ويساهم في تطوير دور البلدية بمراقبة الحالات الصحية المزمنة عبر تقديم الخدمات للمواطنين ومساعدة الجمعيات في القيام بحملات التوعية والإحصاء الشامل للأمراض المزمنة في البلدة”.

ميشال معوض

بعدها كلمة المدير التنفيذي لمؤسسة رنيه معوض ميشال معوض ومما جاء فيها: “نعم، نعرف دير عمار جيدا ونعرف كم أن هذه البلدة مهملة ومتروكة ومنسية من الدولة المقصرة بشكل غير مقبول أبدا بحقها. ان دير عمار تدفع كل يوم ثمن غياب الدولة عنها، ثمن غياب المشاريع والانماء التي هي حق مشروع لأهلها. فدير عمار مصنفة اليوم، للأسف، على خريطة الامم المتحدة من البلدات الأكثر فقراً في لبنان. وهكذا اهمال يوصل الى هكذا نتيجة. لقد زاد معاناة أهل البلدة عملية النزوح السوري التي جعلتها تتحمل أكثر من قدرتها على ذلك لناحية النازحين الذين باتوا يشكلون عبئا اضافيا على البنية التحتية، وعلى الخدمات الاجتماعية وعلى سوق العمل”.

وأضاف: “في المقابل، وبدل أن تعطي السلطة المركزية اهتماما خاصا ومضاعفا لدير عمار وتقوم بمشاريع لانشاء المنطقة وخلق فرص عمل لتمكين الناس من الثبات في أرضهم نرى كيف أن السلطة المركزية غارقة في فسادها، ومتلهية بصراعات النفوذ وتقاسم الجبنة وأنانيتها. تاركة البلد مشلول والنفايات على الطرقات والمؤسسات معطّلة والانماء في خبر كان.”

تابع: “لذلك، ومرة جديدة، تؤكد التجربة أنه، لتنمية مناطقنا، لا يمكننا المراهنة الاّ على السلطات المحلية لتعبئة التقصير الذي سببته السلطة المركزية. خاصة وأن السلطات المحلية أكثر من يعلم حاجات مناطقها. وفي دير عمار كان رهاننا في محله، وأكبر دليل هو المشروع الذي ندشنه اليوم.

هذا المشروع هو نتيجة الشراكة بين السلطة المحلية في دير عمار، أي البلدية، وبين مؤسسات المجتمع المدني كمؤسسة رينه معوض، وبين المؤسسات الدولية المانحة التي هي اليوم الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID. هذا النموذج الذي نراه والذي يؤكد أن هذه الشراكة المثلثة الأضلع ناجحة تماما، ويجب أن تستمر لخير الشعب اللبناني والبلدات اللبنانية على مساحة 10452 كيلومتر مربع”.

ولفت معوض الى أن “المشروع الذي نفتتحه اليوم، إضافة الى أهميته على صعيد تحسين البنية الصحية في دير عمار، له أهمية اضافية لأنه يشكّل نموذجا لكيفية معالجة النفايات الطبية بطريقة صحيحة ومطابقة للمواصفات العالمية بالشراكة مع جمعيةARC EN CIEL. فهذا الجانب من المشروع يؤكد أن مصيبة النفايات في لبنان ليست قدراً أبدا، انما هي نتيجة طبيعية لسنين من سوء الدارة والاهمال والفساد على صعيد السلطات المركزية.

وبالمنطق نفسه نقول أنه لن نسمح أن يكون قدرنا في هذا البلد الاستسلام للاهتراء المفروض علينا. على العكس تماما، هذا المشروع وغيره من المشاريع التي نقوم بها يجعلوننا نجدد ايماننا بلبنان وشعبه، ونؤكد للجميع أنه رغم كل شيء نحن مستمرون. مستمرون بالعمل بكل جدّية لمصلحة الانسان اللبناني وحقوقه وحريته وكرامته.”

وأضاف: “أمام شلل مؤسساتنا وصراعات المسؤولين العقيمة يمكننا أن نجلس وأن ننق وننعي ونشكي… وحتى نخرّب. انما هذا لا يوصلنا الى حل. خيارنا في مؤسسة رينه معوض أن لا نكتفي بالانتقاد، خيارنا أن “نشمّر” عن زنودنا ونعمل وننفّذ مشاريع في كل المناطق اللبنانية ومن دون استثناء. وفي شكل عابر للانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية. خيارنا أن نواجه الفساد والزبائنية والتعطيل والغرائز والعصبيات المدمرة بتقديم نموذج راقي من التعاون والانماء والشفافية في عملنا ومشاريعنا.”

 

1

 

السفير هيل          

ثم كلمة مسجلة للفير الأميركي ديفيد هيل جاء فيها: “إسمحوا لي بدايةً أن أعبّر عن أسفي العميق لعدم حضوري شخصيًا اليوم ولكن ذلك لا يعني أن أميركا غائبة عنكم. نحن معكم لنقدّم الدعم لجملةٍ من المبادرات المحلية. وقد زرت مؤخرًّا مدينة طرابلس حيث اجتمعت بقادة من الشمال واطلعت على التحدّيات الخاصة التي تعترض هذه المنطقة. تعمل الحكومة الأميركية مع المجتمعات المحلية على كافة الأراضي اللبنانية، بيد أننا نعطي اهتماماٌ خاصا لعملنا في المناطق المحتاجة كمنطقة المنية- الضنّيّة”.

أضاف: “نحن نحتفل اليوم بفصل جديد في مسار مجتمع دير عمار المحلي والبلدات والقرى المجاورة له. إن إطلاق مختبر فحص الدم يشكّل نموذجًا عن التعاون بين الحكومة الأميركية، والبلديات اللبنانية، والمنظمات المحلية، والهيئات الحكومية، والمواطنين، الذي يرمي إلى تحسين ظروف المجتمعات المحلية.

وتعمل الحكومة الأميركية جنبًا إلى جنب مع الشعب اللبناني لخلق وصون مجتمعات محلية قوية ولدعم التنمية المستدامة. فخلال السنوات العشرة المنصرمة، ساهمت مساعدات الشعب الأميركي إلى الشعب اللبناني في دعم المجتمعات المحلية بطرق عديدة من زيادة فرص العمل والفرص الاقتصادية إلى تحسين خدمات المياه والصرف الصحي.”

وأردف: “اليوم، نشهد في دير عمار على مثالٍ ناجح عن التعاون المثمر بين البلدية والمجتمع المحلي. في السابق، كان يضّطر سكان دير عمار والقرى المجاورة للتنقّل لمسافات بعيدة سعيًا وراء خدمات عالية الجودة في مجال فحص الدم في ضوء غياب أي خيارات محلية. وقد حدّد مجتمع دير عمار الحاجة إلى مختبر محلّي لإجراء فحوص الدم وقام بالتخطيط لهذا المشروع. الولايات المتحدة الأميركية، من خلال مبادرة مشروع “بلدي”، كانت موجودة لتقديم الدعم المطلوب. وفي الوقت الحاضر، سوف يتمكن هذا المختبر من تقديم خدمات فحص الدم بتكلفة معقولة وبطريقة موثوقة لأكثر من 1,500 شخص سنويًا.”

وختم: “يشكل هذا النوع من المبادرات النابعة من احتياجات المجتمعات المحلية مصدر إلهامٍ، وأنا على ثقة بأن نجاح دير عمار سيكون نموذجًا يُحتذى به من قبل مجتمعات محلية أخرى في لبنان. إنجازكم هذا أيضا يذكر االجميع بأهمية إشراك المجتمع المحلي في تحقيق أهداف قيّمة ومستدامة الأثر”.

بعدها تمّ توزيع دروع عربون شكر من بلدية دير عمار حيث سلّم النائب قاسم عبد العزيز والقائمقام رولا البايع درعا تقديرية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية تسلمتها مديرة برنامج “بلدي” في مؤسسة رينه معوض ناتاشا مرشيليان.

كما قدّم ممثل النائب أحمد فتفت درعا لمؤسسة رينه معوض تسلمها الرئيس التنفيذي ميشال معوض. بعدها انتقل الجميع الى جولة داخل المختبر.

وقد ساهمت وكالة USAID بهبة قيمتها 120000 دولار أمريكي لإنشاء هذا المختبر لفحوص الدم وقد اشتملت على تقديم المعدات والآلات والأدوات المخبرية إضافة إلى تدريب طاقم العمل وبناء المنشآت الآيلة إلى تسهيل وصول الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية. من جهتها، قدّمت بلدية دير عمار مبلغًا قيمته 22 ألف دولار أمريكي بهدف إعادة تأهيل المباني المستجدّة. وسوف يرتقي هذا المختبر الجديد الى مستوى الظروف الصحية للمجتمع المحلي ويوفّر مروحة واسعة من اختبارات فحوص الدم التي لم تكن سابقًا متاحةً في المنطقة. إضافة إلى ذلك، سيتعاون المختبر مع جمعية(Arc En Ciel) المتخصصة بإدارة النفايات الطبية للقيام بالتصريف السليم للنفايات الطبية الصادرة عن وحدة فحص الدم.

ويدعم برنامج “بلدي “الممتد على فترة خمس سنوات الأنشطة التنموية التي تقودها البلديات وقد أفاد 58 بلدية في المناطق اللبنانية كافة. وفي سنة 2015، سوف ينتقي البرنامج 40 مشروعاً بلديًا إضافيًا لدعم البلديات التي تعمل ضمنًا مع المواطنين بهدف القيام بمشاريع تنموية تلبي حاجات المجتمعات المحلية.

Leave a Reply